مرحلة ترميز البيانات النوعية في التحليل الموضوعي عملية منظمة وممنهجة، ولكن بالطبع سيكون فيها كثير من الفوضى والتكرار الذي سيُهذب وينقى لاحقاً. المطلوب هنا أن يظلل الباحث أي مقطع، أو جملة، أو كلمة يراها مهمة ومتعلقة بأسئلة البحث، ويعطيها عنواناً يكون وصفاً موجزاً ذا معنى تحليلي (تسمية الرمز).
في التحليل الموضوعي الانعكاسي يوجد مستويان من الترميز Coding:
1- الترميز الدلالي Semantic وهو ترميز المعنى السطحي والصريح جداً من البيانات.
2- الترميز الكامن Latent وهو ترميز المعنى المفاهيمي الضمني والمستتر داخل البيانات.
لايقتصر الترميز على اختصار المحتوى وتلخيصه في كلمة أو عبارة، بل يحتوي على نظرة الباحث التحليلية للبيانات التي يرمزها. وهنا تظهر الذاتية بأجمل صورها ونظرة الباحث وفهمه لهذه البيانات.
بعد الانتهاء من تحليل كامل البيانات بأنواعها، تبدأ عملية المراجعة أو ما يسمى الدورة الثانية من الترميز. فائدتها التأكد من صحة مسمى الترميز، وصحة انتساب البيانات تحته، وحذف المسميات المترادفة وضم بياناتها تحت مسمى أو عنوان مناسب. هنا ستجد الكثير من التكرار والفوضى التي تحتاج إلى ترتيب.
من المهم ترتيب وتنظيم هذه الترميزات وعمل حذف وإضافة وإعادة تسمية. بعد هذا الترتيب السريع والمنظم ستكون أيها الباحث جاهزاً للانتقال للمرحلة التالية وهي تحويل الترميزات إلى مواضيع أو فئات Generating Initial Themes.
