ماهو التحليل الموضوعي؟
تحليل الموضوعات هو أحد الطرق المستخدمة فى تحليل البيانات النوعية حيث يقوم الباحث النوعي بتنظيم ووضع البيانات في موضوعات أو فئات محددة، ثم يقوم بشرحها وتفسيرها تحليلياً لإيجاد إجابة سؤاله البحثي.
قد يتم التحليل الموضوعي من خلال التركيز على القواسم المشتركة بين البيانات ولكن القاسم المشترك أو الموضوع الشائع و المتكرر قد لا يكون بالضرورة مهماً أو ذا معنى في حد ذاته.
لماذا التحليل الموضوعي؟
للأشخاص الجدد في مجال البحث النوعي، فإن التحليل الموضوعي هو بوابة الدخول لإجراء البحوث النوعية التي يمكن أن تبدو غامضة محيرة ومعقدة للغاية. التحليل الموضوعي يشرح آليات الترميز وتحليل البيانات النوعية بشكل منهجي، ومن ثم يمكن ربطها بالنظريات أو المفاهيم الأوسع.
ست مراحل للتحليل الموضوعي؟
المرحلة 1:غمر النفس في البيانات التي جمعها الباحث حتى تصبح مألوفة له
في هذه المرحلة، يغمر الباحث نفسه في البيانات من خلال قراءة وإعادة قراءة البيانات النصية (على سبيل المثال نسخ من المقابلات وردود الاستبانات النوعية) والاستماع الى التسجيلات الصوتية أو مشاهدة مقاطع فيديو البيانات التي جمعها. إذا كانت لديك البيانات الصوتية نوصي بالاستماع لها مرة واحدة على الأقل، وقراءة التفريغ الكتابي لهم. تذكر أن تدوين الملاحظات على البيانات وأنت تقرأ أو تستمع هو جزء مهم من هذه المرحلة.
المرحلة 2: كتابة الرموز الأولية
يبدأ التحليل المنهجي للبيانات من خلال تشفيرها كرموز. الرموز هي اللبنات الأساسية للتحليل، حيث أن الحائط يمثل الموضوع والطوب تمثل الرموز التي يتكون منها الحائط.
يكون الترميز من خلال قراءتك لمقطع أو جملة بتمعن ثم تلخيصها بكلمة أو كلمتين.
المرحلة 3: البحث عن الموضوعات الرئيسية / الفئات/ العناوين
في هذه المرحلة، يبدأ تحليلك في التبلور وأخذ شكل محدد وواضح على النحو الذي تتحول فيه الرموز إلى مواضيع. الموضوع أو الفئة هي التقاط شيء مهم من البيانات فيما يتعلق بسؤال البحث، ويمثل بعض مستويات الاستجابات النمطية أو معنى محدد ضمن مجموعة البيانات.
قد تصادفك بعض الرموز التي لا يمكن تحويلها إلى مواضيع، في هذه الحالة فهذه الرموز إما أن تدخل ضمن المواضيع الموجودة بشكل ما أو يتم التخلص منها.من المهم أن يوضع في الاعتبار أن تحليل البيانات هو لأجل إجابة أسئلة البحث وليس لعرض كل ماجاء في البيانات كلها. إذاً إن لم يكن للمواضيع علاقة بالأسئلة فإنها تحذف.
كم عدد الموضوعات التي يجب أن تستخرج من التحليل؟
لمقالة من ثمانية إلى عشرة آلاف كلمة فإن عدد الموضوعات المناسب هو بين اثنين إلى ستة مواضيع بحيث تكون كافية لإجراء تحليل متعمق لجوانب محددة من البيانات. وفي حالة زيادة المواضيع عن ستة فربما يؤثر في قوة التحليل بحيث تخرج هذه المواضيع بشكل ضعيف ورقيق.
من الأفضل إنهاء هذه المرحلة مع خريطة موضوعية أو جدول يحدد الموضوعات أو الفئات المرشحة، مع مقارنة كل البيانات المستخرجة المتعلقة بكل موضوع. وبذلك تكون على استعداد للبدء في عملية استعراض المواضيع الخاصة بك.
المرحلة 4: مراجعة الموضوعات المحتملة
هذه المرحلة تنطوي على عملية مراجعة متكررة حيث يتم مراجعة الموضوعات المستخرجة فيما يتعلق مع البيانات بشكل كامل. هذه المرحلة هي أساسية لأجل التأكد من جودة التحليل. من المهم التأكد من تعلق الموضوع بالبيانات فقد تحتاج إلى تجاهل بعض الرموز أو نقلهم تحت موضوع آخر. بدلاً من ذلك، قد تعيد رسم حدود للموضوع بحيث يلتقط البيانات ذات الصلة بشكل أكثر دقة.
المرحلة 5: تحديد وتسمية الموضوعات
عند تحديد المواضيع الخاصة بك عليك أن تكون قادراً على القول بوضوح أنها فريدة من نوعها وأنها جنباً إلى جنب توفر قصة شاملة متماسكة حول البيانات. وتتضمن هذه المرحلة اختيار موضوعات مستخرجة للعرض والتحليل ثم شرح قصة كل موضوع حول هذه المستخرجات.
هناك نوعان من أنماط التحليل الموضوعي: (أ) النمط الوصفي، والتي تُشرح فيه البيانات بطرق توضيحية وصفية، و (ب) النمط المفاهيمي والتفسيري، الذي تُحلل فيه البيانات بشكل تفصيلي للمعاني الكامنة فيها. كلا النوعين يقدم تحليلات هامة من البيانات ويخدم أغراضاً مختلفة. إنه من المفيد الجمع بين النوعين معاً ولكن قد يكون التحليل صعباً شيئاً ما لأنه ينتقل من السطح أو المعاني الواضحة إلى العمق أو المعاني الضمنية.
المرحلة 6: إنتاج التقرير
على الرغم من أن المرحلة النهائية من التحليل هي إنتاج تقرير مثل مقال أكاديمي في دورية أو أطروحة علمية، فإنها ليست المرحلة التي تبدأ فقط في نهاية المطاف. خلافاً للبحث الكمي حيث ننهي التحليل كاملاً ثم نبدأ بالكتابة، فإنه في البحوث النوعية تتشابك الكتابة والتحليل معاً حيث تتدرج الكتابة من عشوائية الملاحظات والمذكرات إلى عمليات أكثر رسمية وتنظيم في تحليل وكتابة التقرير. والغرض من هذا التقرير هو تقديم قصة واضحة عن البيانات الخاصة بك بناءً على التحليل. هذا التحليل وهذه القصة ينبغي أن تبني مناقشات جيدة تجيب سؤال البحث الخاص بك. إن الكتابة الجيدة تأتي مع التمرن ولكن حاول تجنب التكرار، إعادة الصياغة و التعقيد الذي لا لزوم له.
إذا يهمك تعلم وإتقان كيفية استخدام هذه الخطوات الست في التحليل الموضوعي لبياناتك النوعية فهذه الدورة التدريبية ستساعدك في مهمتك البحثية بإذن الله:
المرجع:
Braun, V., & Clarke, V. (2012). Thematic analysis. APA Handbook of Research Methods in Psychology, Vol 2: Research Designs: Quantitative, Qualitative, Neuropsychological, and Biological., 2, 57–71. http://doi.org/10.1037/13620-004