اشتكت إلي إحدى الطالبات من تعبها في كتابة النتائج فقد لاحظت أنها تعيد صياغة مسمى الفئة عدة مرات حتى يتماشى مع النتائج التي كتبتها، فهل هذا طبيعي في البحث النوعي؟
فأجبتها: نعم ولا!!
نعم لأنه من الطبيعي استمرار تعديل مسميات الفئات طوال فترة التحليل، بل وحتى أثناء كتابة النتائج.
لكن من غير الطبيعي استمرار التعب والإجهاد في التسميات وتغييرها بشكل كبير وغير مستقر.
وغالبا يأتي هذاالتعب والتعقيد بسبب الاستعجال والقفز في مراحل التحليل الموضوعي، فالتأني والتفكّر وإعطاء مرحلة التحليل حقها من الوقت والتفكير في كل خطواتها سيجعل من كتابة النتائج عملية سهلة وميسرة.
وهذا من المواضيع الرئيسية والمهمة جداً، والتي ناقشتها في دورة المراحل الست للتحليل الموضوعي في البحوث النوعية, والموجودة في موقعي.
ثم سألتني وماذا عن تسمية الفئات؟
فأجبتها بأنها عملية تتطلب وقتاً وجهداً وإلا لما وضعت لها براون وكلارك في كتابهما ثلاث مراحل كاملة وهي: إنشاء الفئات الرئيسية، وتطوير ومراجعة الفئات، وتكرار وتنقية وتسمية الفئات. ثلاث مراحل خاصة بالفئات من مجموع ست مراحل في التحليل الموضوعي!!
فسألتني هذه الطالبة النجيبة: وكيف أكتب مسمى جيد للفئة؟
فأجبتها: إن أفضل طريقة هي تكرار قراءتك للمقاطع والترميزات التي جمعتيها تحت هذه الفئة، والتفكير الإبداعي في مسميات لهذه الفئة لتعكس بالفعل معاني البيانات المدرجة تحتها.
بعض الفئات يسهل تسميتها، وبعضها تتغلى وتطلب وقتاً وجهداً منك😊
من الطرق الأخرى لتسمية الفئة، اقتباس جملة من كلام أحد المشاركين والتي نرى أنها تعكس معنى جميع البيانات تحت هذه الفئة، لكن يجب الحذر في هذه الطريقة لأنها قد تعبر عن رأي فرد وليس عن البيانات كلها.
كذلك يمكن استخدام حكم أو أمثال محلية لتسمية الفئة مع التأكد من وضوحها لجميع القراء بتنوع ثقافاتهم.
وأضيف على مقترحات براون وكلارك: الاستعانة بChatGPT في تسمية الفئة عبر إعطائه الترميزات وبعض البيانات. مع أنني جربتُ هذه الطريقة ولم تنجح في غالب الأحيان لأنه يتعامل بالنص وليس بالمعنى 🤷🏻♀️
ومن الطرق التي استفدت منها في التسميات العويصة هي مناقشة البيانات والأفكار بشكل غير رسمي مع الزميلات لأن العصف الذهني وتبادل الخبرات قد يُلهم الباحث ببعض الأفكار التي لم تخطر بباله من قبل! مثل بعض الفئات التي عقدتني وقت الدكتوراه، وحلتها صديقتي ببساطة في جلسة قهوة!
تساءلت الطالبة وما أهمية بذل الجهد والوقت لكتابة تسمية للفئة؟
فأجبتها: التسمية الجيدة مهمة جداً لسببين:
1- الملخص لايسع سوى لكلمات قليلة لذا فإن كتابة النتائج (الفئات) الجيدة هو الذي سيظهر للقارئ ويشد انتباه المناقش أو المحكّم. تسمية الفئات بمثابة السطر الإعلاني لتسويق نتائجك 💵
2- التسمية الضعيفة تُعطي عرضاً مضللاً لتحليلك ويظهر النتائج وكأنها مكررة ونسخ من بحوث سابقة (وهذا ما أراه في بعض البحوث مثل تكرار تسمية الفئات الرئيسية: مميزات، إيجابيات، تحديات، صعوبات!)
وفي الختام، هنا تظهر ذاتية الباحث المحمودة في تسميته للفئات وتعبيرها بشكل جيد عما تحتويه.
تحياتي
د. هبة العدساني